فصل: سنة سبع وستين ومئتين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة ثلاث وستين ومئتين:

وفيها توفي أحمد بن الازهر بن منيع. أبو الأزهر النيسابوري الحافظ، وقيل سنة إحدى وستين، رحل وسمع أبا ضمرة أنس بن عياض وطبقته. ووصل إلى اليمن. قال النسائي: لا بأس له. وفيها الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ببغداد، سمع أبا يحيى الحماني ورحل إلى عبد الرزاق وأقرانه.
وفيها الوزير عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل، وقد نفاه المستعين إلى برقة ثم قدم بعد المستعين. فوزر للمعتمد إلى أن مات.
وفيها محمد بن علي بن ميمون الرقي العطار الحافظ، روى عن محمد بن يوسف الفريابي والقعنبي وأقرانهما.
قال الحاكم: كان إمام أهل الجزيرة في عصره. ثقة مأمون.
وفيها معاوية بن صالح الحافظ. أبو عبيد الله الأشعري الدمشقي. روى عن عبيد الله. وأبي مسهر. وسأل يحيى بن معين يخرج به.

.سنة أربع وستين ومائتين:

فيها أغارت الزنج على واسط، وهج أهلها حفاة عراة، ونهبت ديارهم وأحرقت، فسار لحربهم الموفق.
وفيها غزا المسلمون الروم. وكانوا أربعة آلاف، عليهم ابن كاوس. فلما نزلوا البدندون، تبعهم البطارقة. وأحدقوا بهم، فلم ينج منهم إلا خمسمائة، واستشهد الباقون، وأسر أميرهم جريحاً. وفيها مات الأمير موسى بن بغا الكبير. وكان من كبار القواد وشجعانهم كأبيه.
وفيها أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، أبو عبيد الله المصري المحدث، روى الكثير عن عمه عبد الله، وله أحاديث مناكير، وقد احتج به مسلم.
وفيها أحمد بن يوسف السلمي النيسابوري الحافظ ويلقب حمدان كان ممن رحل إلى اليمن وأكثر عن عبد الرزاق وطبقته وكان يقول: كتبت عن عبيد الله بن موسى ثلاثين ألف حديث.
وفيها المزني الفقيه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحى بن إسماعيل المصري صاحب الشافعي. في ربيع الأول وهو في عشر التسعين.
قال الشافعي: المزني ناصر مذهبي. وكان زاهد عابداً. يغسل الموتى حسبة. وصنف الجامع الكبير، والجامع الصغير، وتققه عليه خلق.
وفيها أبو زرعة. عبيد الله بن عبد الكريم القرشي مولاهم الرازي الحافظ. أحد الأئمة الأعلام، في آخر يوم من السنة. رحل وسمع بن أبي نعيم والقعنبي طبقتهما.
قال أبو حاتم: لم يخلف بعده مثله، فقها وعلما وصيانة وصدقاً. وهذا مما لا يرتاب فيه. ولا أعلم في المشرق والمغرب. من كان يفهم هذا الشأن مثله.
وقال إسحاق بن راهويه: كل حديث لا يحفظه أبو زرعة فليس له أصل.
وفيها يونس بن عبد الأعلى، الإمام أبو موسى الصدفي المصري الفقيه المقرىء المحدث، وله ثلاث وتسعون سنة، روى عن ابن عيينة وابن وهب، وتفقه على الشافعي. وكان الشافعي يصف عقله، وقرأ القرآن على ورش وتصدر للإقراء والفقه، وانتهت إليه مشيخة بلده. وكان ورعاً صالحاً عابداً كبير الشأن.

.سنة خمس وستين ومائتين:

فيها توفي أحمد بن الخصيب الوزير أبو العباس، وزر للمنتصر والمستعين. ثم نفاه المستعين إلى المغرب، وكان أبوه أمير مصر في دولة الرشيد.
وفيها أحمد بن منصور، أبو بكر الرمادي الحافظ، ببغداد. وكان أحد من رحل إلى عبد الرزاق. وثقه أبو حاتم وغيره.
وفيها إبراهيم بن هانئ النيسابوري الثقة العابد، رحل وسمع من يعلى بن عبيد وطبقته. قال الإمام أحمد بن حنبل: إن كان أحد من الأبدال، فإبراهيم بن هاني.
وفيها صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، الإمام أبو الفضل، قاضي أصبهان. في رمضان، وله اثنتان وستون سنة. سمع من عفان وطبقته، وتفقه على أبيه. قال ابن أبي حاتم: صدوق.
وفيها علي بن حرب، أبو الحسن الطائي الموصلي المحدث الأخباري، صاحب المسند. سمع ابن عيينة، وعش تسعين سنة.
وتوفي قبله أخوه أحمد بن حرب، بسنتين.
وفيها أبو حفص النيسابوري الزاهد، شيخ خراسان، واسمه عمرو ابن مسلم، وكان كبير القدر، صاحب أحوال وكرامات، وكان عجباً في الجود والسماحة، وقد نفذ مرة بضعة عشر ألف دينار، يفتك بها أسارى، ومات وليس له عشاء، وكان يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء ولا لمحة بقلبه.
وفيها محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني أبو القاسم.الذي تلقبه الرفضة: الخلف الحجة. وتلقبه بالمهدي وبالمنتظر. وتلقبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثنتي عشر، وطلال الرافضة ما عليه مزيد. فإنهم يزعمون أنه دخل السرداب الذي بسامر فاختفى. وإلى الآن، وكان عمره لما عدم تسع سنين أو دونها.
وفيها العلامة محمد بن سحنون المغربي المالكي مفتي القيروان، تفقه على أبيه، وكان إماماً ماطراً كثير التصانيف، متعظماً بالقيروان، خرج له عدة أصحاب، وما خلف بعده مثله.
وفيها يعقوب بن الليث الصفار، الذي غلب على بلاد المشرق، وهزم الجيوش، وقام بعده أخوه عمرو بن الليث، وكانا شابين صفارين. فيهما شجاعة عظيمة مفرطة، فصحبا صالح بن النضر، الذي كان يقاتل الخوارح بسجستان، فآل أمرهما إلى الملك، فسبحان من له الملك، ومات يعقوب بالقولنج في شوال بحند نيسابور وكتب على قبره: هذا قبر يعقوب المسكين. وقيل: إن الطبيب قال له: لا دواء لك إلا الحقنة، فامتنع منها.
وخلف أموالاً عظيمة، منها من الذهب ألف ألف دينار. ومن الدراهم خمسين أالف ألف درهم، وقام بعده أخوه بالعدل، والدخول في طاعة الخليفة، وامتدت أيامه.

.سنة ست وستين ومائتين:

فيها أخذت الزنج رامهرمز فاستباحوها قتلاً وسبياً.
وفيها خرج أحمد بن عبد الله الخجستاني وحارب عمراً بن الليث الصفار. فظهر عليه. ودخل بنيسابور، فظلم وعسف.
وفيها خرجت جيوش الروم، ووصلت إلى الجزيرة فعاثوا وأفسدوا.
وفيها مات إبراهيم بن أورمة. أبو إسحاق الأصبهاني الحافظ، أحد الأذكياء المحدثين. في ذي الحجة. ببغداد. روى عن عباس العنبري وطبقته. ومات قبل أوان الرواية.
وفيها محمد بن شجاع بن الثلجي فقيه العراق شيخ الحنفية. سمع من إسماعيل بن علية. وتفقه بالحسن بن زياد اللؤلؤي، وصنف واشتغل، وهو مترول الحديث، توفي ساجداً في صلاة الصبح، وله نحو من تسعين سنة.
وفيها محمد بن عبد الملك بن مروان. أبو جعفر الواسطي، في شوال، روى عن يزيد بن هارون وطبقته. وكان ثقة صاحب حديث.

.سنة سبع وستين ومئتين:

فيها دخلت الزنج واسط. فاستباحوها ورموا النار فيها، فسار لحربهم أبو العباس. وهو المتضد، فكسرهم ثم التقاهم ثانياً بعد أيام فهزمهم، ثم واقعهم ونازلهم، وتصابروا على القتال شهرين، فذلوا ووقع في قلوبهم الرعب من أبي العباس بن الموفق، ونحو إلى الحصون، وحاربهم في المراكب،
فغرق منهم خلق، ثم جاء أبو الموفق في جيش لم ير مثله، فهزموا الزنج، هذا وقايدهم العلوي غائب عنهم، فلما جائته الأخبار بهرب جنوده مرات. ذل واختلف إلى الكثيف مرارا. وتقطعت كبده، ثم زحف عليهم أبو العباس. وجرت لهم حروب يطول شرحها. إلى أن برز الخبيث قائد الزنج بنفسه، في ثلاثة آلاف فارس، ونادى الموفق بالأمان، وأتاه خلق، قفت ذلك في عضد الخبيث. ولم تجر وقعة. لأن النهر فصل بين الجيشين.
وفيها توفي إسماعيل بن عبد الله، أبو بشر العبدي الأصبهاني سمويه، سمع بكر بن بكار، وأبا مسهر وخلقاً من هذه الطبقة. قال أبو الشيخ وكان حافظاً متقناً يذاكر بالحديث.
وفيها المحدث إسحاق بن إبراهيم الفارسي شاذان في جمادى الآخرة بشيراز روى عن قاضي شيراز سعيد بن الصلت وطائفة وثقه ابن حبان.
وفيها بحر بن نصر بن سايق الخولاني المصري، سمع ابن وهب وطائفة، وكان أحد الثقات الأثبات. روى النسائي في جمعه لمسند مالك، عن رجل،عنه.
وفيها حماد بن إسحاق بن إسماعيل، الفقيه أبو إسماعيل القاضي، وأخو إسماعيل القاضي، تفقه على أحمد بن المعدل، وحدث بن القعنبي. وصنف التصانيف. وكان بصيراً بذهب مالك.
وفيها عباس الترقفي ببغداد، أحد الثقات العباد، سمع محمد بن يوسف الفريابي وطبقته.
وفيها عبد العزيز بن منيب أبو الدرداء المروزي الحافظ. رحل وطوف. وحدث عن مكي بن إبراهيم وطبقته.
وفيها محمد بن عزيز الأيلي بأيلة. روى عن سلامة بن روح وغيره.
وفيها يحيى بن محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي الحافظ، شيخ النيسابور بعد أبيه، ويقال له حيكان. رحل وسمع بن سليمان بن حرب وطبقته. وكان أمير المتطوعة المجاهدين، ولما غلب أحمد بن عبد الله الخجستاني على نيسابور، وكان ظلوماً غشوماً، فخرج منها هارباً. فخافت النيسابوريون كرته، فاجتمعوا على باب حيكان، وعرضوا في عشرة آلاف مقاتل ورد إليهم أحمد، فانهزموا واختفى حيكان. وصحب قافلة، ولبس عباءة فعرف وأتي به إلى أحمد، فقتله. وفيها يونس بن حبيب أبو بشر العجلي مولاهم الأصبهاني. روى مسند الطيالسي عنه، وكان ثقة ذا صلاح وجلالة.

.سنة ثمان وستين ومئتين:

فيها غزا الثغور الشامية خلف التركي الطولي، فقتل من الروم بضعة عشر ألفاً، وغنموا غنيمة هائلة، حتى بلغ السهم أربعين ديناراً.
وفيها كان المسلمون يحاصرون الخبيث، في مدينه المسماة بالمختارة.
وفيها توفي محدث مرو أبو الحسن أحمد بن سيار المروزي حافظ. مصنف تاريخ مرو. في ربيع الآخر. سمع عن عفان وطبقته وكان يشبه في عصره بابن المبارك. علماً وزهداً، وكان صاحب وجه في مذهب الشافعي. أوجب الأذان للجمعة فقط.
وفيها أبو عبد المؤمن أحمد بن شيبان الرملي، في صفر. روى عن بن عيينة وجماعة، وثقه الحاكم.
وفيها أحمد بن يوسف الضبي الكوفي. بأصبهان. روى عن حجاج الأعور وطبقته. وكان ثقة محتشماً.
وفيها في شوال، أحمد بن عبد الله الخجستاني، كان من إمراء يعقوب الصفار، جباراً عنيداً، خرج على يعقوب، وأخذ نيسابور، وله حروب ومواقف مشهودة، ذبحه غلمانه وقد سكر. وفيها عيسى بن أحمد العسقلاني الحافظ، وهو بغدادي، نزل عسقلان محلة ببلخ. روى عن ابن وهب وبقية وطبقتهما.
وفيها محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الإمام أبو عبد الله المصري، مفتي الديار المصرية، تفقه بالشافعي وأشهب، وروى عن ابن وهب وعدة. قال ابن خزيمة: ما رأيت أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين منه.
قلت: توفي في نصف ذي القعدة. وله مصنفات كثيرة.

.سنة تسع وستين ومئتين:

فيها ظفر المسلمون بمدينة الخبيث، وحصروه في قصره. فأصاب الموفق سهم فتألم منه. ورجع بالجيش حتى عوفي فحصن الخبيث مدينته وبنى ما تهدم.
وفيها تخيل المعتمد على الله من أخيه الموفق، ولا ريب في أنه كان مقهوراً مع الموفق. فكاتب أحمد بن طولون واتفقا، وسافر المعتمد في خواصه من سامر يريد اللحاق بإبن طولون. في صورة متنزه متصيد. فجاء كتاب الموفق إلى إسحاق بن ككلح يقول: متى تفق ابن طولون المعتمد لم تعق منكم باقية، وكان إسحاق على نصيبين في أربعة آلاف، فبادر إلى الموصل، فإذا بحرقات المعتمد وأمراؤه فوكل بهم، وتلقى المعتمد بين الموصل والحديثة، فقال: يا إسحاق، لم منعت الحشم من الدخول إلى الموصل؟ فقال: أخوك يا أمير المؤمنين في وجه العدو، وأنت تخرج عن مستقرك. فمتى علم رجع عن قتال الخبيث، عدوك على دار آبائك. ثم كلم المعتمد بكلام قوي ووكل به وساقه وأصحابه إلى سامرا، فتلقاه صاعد كاتب الموفق. وتسلمه من إسحاق، فأنزله في دار أحمد بن الخصيب، ومنعه من دخول دار الخلافة. ووكل بالدار خمسمائة. يمنعون من يدخل إليه، وبقي صاعد يقف في خدمته. ولكن ليس له حل ولا ربط. وأما ابن طولون فجمع الأمراء والقضاة وقال: قد نكث الموفق بأمير المؤمنين فاخلعوه من العهد، فخلعوه إلا القاضي بكار، قيده وحبسه وأمر بلعنة الموفق على المنابر.
وفيها توفي إبراهيم بن منقذ الخولاني المصري. صاحب ابن وهب. وكان ثقة.
وفيها الأمير عيسى بن الشيخ بن الذهلي، وكان قد ولي دمشق. فأظهر الخلاف في سنة خمس وخمسين. وأخذ الخزائن وغلب على دمشق. فجاء عسكر المعتمد، فالتقاهم ابنه ووزيره فهزمهم، وقتل ابنه وصلب وزيره. وهرب عيسى، ثم استولى على أمد وديار بكر مدة.

.سنة سبعين ومئتين:

فيها التقى المسلمون والخبيث فاستظهروا، ثم وقعة أخرى قتل فيها. وعجل الله بروحه إلى النار، واسمه علي بن محمد العبقسي، المدعي أنه علوي، ولقد طال قتال المسلمين معه، واجتمع مع الموفق نحو ثلاثمئة ألف مقاتل، أجناد ومطوعة، وفي آخر الأمر التجأ الخبيث إلى جبل، ثم تراجع هو وأصحابه إلى مدينهم، فحاربهم المسلمون. فانهزم الخبيث، وتبعهم أصحاب الموفق يأسرون ويقتلون، ثم استقبل هو وفرسانه، وجملوا على الناس فأزالوهم، فحمل عليه الموفق والتحم القتال، وإذا بفارس قد أقبل ورأس الخبيث في يده، فلم يصدقه، فعرفه جماعة من الناس، فحينئذ ترجل الموفق وابنه المعتضد والأمراء، فخروا لله سجداً وكبروا، وسار الموفق، فدخل بالرأس بغداد، وعملت القباب، وكان يوما مشهوداً، وأمن الناس وشرعوا يتراجعون إلى الأمصار التي أخذها الخبيث، وكانت أيامه خمس عشرة سنة.
قال الصولي: قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف. قال: وقتل في يوم واحد بالبصرة ثلاثمائة ألف، وكان يصعد على المنبر، فيسب عثمان وعلياً وعائشة ومعاوية. وهو اعتقادً الأزارقة، وكان ينادي في عسكره على العلوية بدرهمين وثلاثة، وكان عند الواحد من الزنج العشرة من العلويات يفترشهن، وكان الخبيث خارجياً يقول: لاحكم إلا لله. وقيل: كان زنديقاً يتستر بمذهب الخوارج وهو أشبه، فان الموفق كتب إليه وهو يحاربه في سنة سبع وستين، يدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله، مما فعل من سفك الدماء، وسبي الحريم، وانتحال النبوة والوحي، فما زاده الكتاب إلا تجبراً وطغياناً. ويقال: إنه قتل الرسول، فازل الموفق مدينته المختارة، فتأملها فاذا مدينة حصينة محكمة الأسوار، عميقة الخادق، فرأى شيعا مهولا، ورأى من كترة المقاتلة ما أذهله، تم رموه رمية واحدة بالمجانيق والمقاليع والنشاب، وصاحوا صيحة واحدة، ارتجت منها الأرض، فعمد الموفق إلى مكاتبة قواد الخبيث واستمالهم، فاستجاب اسه عدد منهم فأحسن إليهم وقتل، وكان الخبيث منجما يكتب الخروز، وأول شيئ كان بواسط، فحبسه محمد بن أبي عون ثم أطلقه، فلم يلبث أن خرج بالبصرة، واستغوى السودان الزبالين والعبيد، فصار أمره إلى ما صار.
وفيها في ذي القعدة، توفي أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون، وهو في عشر الستين، وخلف عشرة ألف ألف دينار، وكان له أربعة عشر ألف مملوك، وكان كريماً شجاعاً مهيباً حازماً لبيباً.
قال القضاعي: كان طائش السيف. فأحصي من قتله صراً، أو مات في سجنه. فكانوا ثمانية عشر ألفاً، وكان يحفظ القرآن، وأوتي حسن الصوت به. وكان كثير التلاوة. وكان أبوه أحمد من مماليك المأمون. مات سنة أربعين ومئتين. وملك أحمد الديار المصرية. ست عشر سنة وفيها أسيد بن عاصم الثقفي الأصبهاني، أخو محمد بن عاصم، رحل وصنف المسند، وسمع من سعيد بن عامر الضبعي وطبقته.
وفيها بكار بن قتيبة الثقفي البكراوي أبو بكرة الفقيه البصري، قاضي الديار المصرية، في ذي الحجة، سمع أبا داود الطيالسي وأقرانه. وله أخبار في العدل والعفة والنزاهة والورع. ولاه المتوكل القضاء، في سنة ست وأربعين.
وفيها الحسن بن علي بن عفان، أبو محمد العامري الكوفي، في صفر، روى عن عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وعدة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وفيها داود بن علي، الإمام أبو سليمان الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري صاحب التصانيف، في رمضان، وله سبعون سنة، سمع القعنبي، وسليمان بن حرب، وطبقتهما. وتفقه على أبي ثور، وابن راهويه، وكان زاهداً ناسكاً.
قال ابن خلكان: إليه انتهت رئاسة العلم ببغداد، قيل: إنه كان يحضر مجلسه كل يوم أربعمائة صاحب طيلسان أخضر.
وفيها الربيع بن سليمان المرادي مولاهم، المصري الفقيه صاحب الشافعي، وهو في عشر المائة، سمع بن وهب وطائفة، وكان إماماً ثقة، صاحب حلقة بمصر.
وفيها زكريا بن يحيى بن أسد، أبو يحيى المروزي، ببغداد، روى عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية. قال الدراقطني: لا بأس به.
وفيها العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي، المحدث العابد، في ربيع الآخر، وله مائة سنة تامة. روى عن أبيه، ومحمد بن شعيب، وجماعة. قال أبو داود: كان صاحب ليل.
وفيها أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ببغداد، في ذي الحجة، سمع حسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة وثقة الدارقطني وغيره.
وفيها محمد بن إسحاق، أبو بكر الصغاني ثم البغدادي، الحافظ الحجة، في صفر، سمع يزيد بن هارون وطبقته.
وفيها محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة، أبو عبد الله الحافظ المجود، سمع أبا عاصم النبيل وطبقته. قال النسائي: ثقة صاحب حديث، وكان مع إمامته وعلمه، فيه نأو وتعظيم لنفسه.
وفيها محمد بن هشام بن ملاس، أبو جعفر النميري الدمشقي، عن سبع وتسعين سنة، روى عن مروان بن معاوية الفزاري وغيره، وكان صدوقاً.

.سنة إحدى وسبعين ومئتين:

فيها وقعت الطواحين، وكان ابن طولون خلع الموفق من ولاية العهد، ومات وقام بعده ابنه خمارويه، على ذلك، فجهز الموفق ولده أبا العباس المعتضد، في جيش كبير، وولاه مصر والشام، فسار حتى نزل بفلسطين، وأقبل خمارويه فالتقا الجمعان بفلسطين، وحمي الوطيس حتى حرت الأرض من الدماء، ثم انهزم خمارويه إلى مصر، ونهبت خزائنه، وكان سعد الأعسر كميناً لخمارويه، فخرج على أبي العباس وهم فارو، فأوقعوا بهم، فانهزم هو وجيشه أيضاً، حتى ول طرسوس في نفير يسير، وذهبت خزائنه أيضاً، حواها سعد وأصحابه.
وفيها توفي عباس بن محمد بن حاتم الدوري الحافظ أبو الفضل، مولى بني هاشم، ببغداد في صفر، سمع الحسين بن علي الجعفي، وأبا النضر وطبقتهما، وكان من أئمة الحديث.
وفيها عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البصري أبو سعيد،
صاحب يحيى القطان. يوم الأضحى بسامرا. وفيه لين.
وفيها محمد بن حماد الطهراني الرازي الحافظ، أحد من رجل إلى عبد الرزاق. وحدث بمصر والشام والعراق، وكان ثقة.
وفيها أبو الحسن محمد بن سنان بن القزاز. بصري نزل بغداد. روى عن عمر بن يونس اليماني وجماعة. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو داود: يكذب.
وفيها يوسف بن سعيد بن مسلم الحافظ أبو يعقوب، محدث المصيصة، روى عن حجاح الأعور، وعبيد الله بن موسى وطبقتهما، قال النسائي: ثقة حافظ.
وفيها يحيى بن عبدك القزويني، محدث قزوبن، طوف وسمع أبا عبد الرحمن المقرىء. وعفان.

.سنة اثنتين وسبعين ومئتين:

فيها أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي، في شعبان ببغداد، في عشر المائة، سمع أبا بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهما. وثقه ابنا حبان.
وفيها أحمد بن الفرح، أبو عتبة الحمصي المعروف بالحجازي، روى عن بقية وجماعة، قال ابن عدي: هو وسط ليس بحجة.
وفيها أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني الزاهد الرازي صاحب المسند. رحل وسمع أبا نعيم وطبقته.
وفيها أبو معين الرازي، الحسين بن الحسين الحافظ، رحل وسمع سعيد بن أبي مريم، وأبا سلمة التبوذكي وطبقتهما.
وفيها سليمان بن سيف الحافظ أبو داود محدث حران وشيخها. في شعبان، سمع يزيد بن هارون وطبقته.
وفيها محمد بن عبد الوهاب العبدي، أبو أحمد الفراء النيسابوري الفقيه الأديب، أحد أوعية العلم، سمع حفص بن عبد الله، وجعفر بن عون والكبار.
وفيها محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر بن المنادى المحدث، في رمضان ببغداد، وله مائة سنة وستة عشر شهراً، سمع حفص بن غياث، وإسحاق الأزرق وطبقتهما.
وفيها محمد بن عوف بن سليمان بن سفيان، أبو جعفر الطائي الحافظ، محدث حمص، سمع محمد بن يوسف الفريابي وطبقته. وكان من أئمة الحديث.